ان الدولة الإسلامية التي انشأها رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم و التي استمرت بعد وفاته عليه الصلاة و السلام تحت مسمى الخلافة في الفترات الأموية والعباسية هي دولة اهتمت بالعلوم التجريبة (الكيمياء,الفيزياء,الرياضيات…) و كذا العلوم المدنية كما أنها اهتمت بالنواحي العقائدية و الدينية حيث أن هذه الحضارة كانت تمزج بين العقل والروح و الغقيدة فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة و اللاحقة الى يومنا هذا .  ان الإسلام الذي يعتبر دين الله وحده ( دين الاسلام هو دين الله الحق , ليس كما يدعي البعض بأن الأديان كلها لله كاليهودية و النصرانية و غيرها من الأديان الباطلة كما قال الله تعالى : ” و من يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ” ) هو دين يحض على طلب العلم ويعتبر طلب العلم الشرعي فريضة على كل مسلم ومسلمة كما أن العلم الدنيوي فرض كفاية (يسقط عن البعض اذا قام به البعض الاخر) على كل مسلم و مسلمة ، لتنهض أممه وشعوبه و ليجمعوا بين دنياهم و اخرتهم التي تعتبر دار بقاء و أبدية . ففي الاسلام أي علم دنيوي يساعدهم في مصالحهم الدنيوية فهو علم  مقبول أما العلم الذي يخالف قواعده نواهيه فانه يرد و يضرب به عرض الحائط .

كما أن الحضارة الإسلام تكرم العلماء و تعاملهم على أنهم ورثة الأنبياء الذين لم يرثوا دينارا و لا درها و انما ورثوا العلم . و مما يجهله كثير من الناس اليوم و للأسف هو أنه بينما كانت الحضارة الإسلامية تموج بديار الإسلام و مزدهرة علميا و عقائديا و حضاريا من الأندلس غربا وصولا الى الصين شرقا في عهد الدولة الأموية و العباسية كانت أوروبا ( الحضارة المزعومة ) وبقية أنحاء المعمورة تعيش في جهل وفقر و ظلام حضاريا و عقائديا و علميا و ظلمتها ما زالت باقية الى يومنا هذا الا أن الاعلام يقوم بتزيينها و الجعل منها حضارة راقية بكل ما أوتي من قوة .